بقلم – أحمد العطافي
عندما تتباطأ خطواتنا وتتقلّص طموحاتنا وتتزايد تأملاتنا في الراحلين من حولنا ندرك حينها أننا اقتربنا من بداية الرحلة الخالدة…الرحلة التي لا عودة منها ولا مجال فيها للندم أو التراجع.
هي بداية النقاء الأبدي أو الحسرة الدائمة ..رحلة تُحزم لها الحقائب لا بالأمتعة بل بالأعمال. فالوداع ليس نهاية بل بداية لحياة أخرى لا تعرف الزيف ولا تحتمل التمثيل.
كل يومٍ نعيشه هو اقتراب صامت من تلك اللحظة نرتّب تفاصيل الحياة نركض خلف أحلام زائلة، وننسى أن الرحلة الحقيقية لم تبدأ بعد.
فهل نحن مستعدون وهل صلّحنا ما بيننا وبين الله وهل سامحنا من أساء وهل طلبنا العفو ممن أخطأنا في حقه وهل زكّينا قلوبنا وهل امتلأت صحائفنا بما نحب أن نراه هناك؟
اقتربنا.. نعم لكن لا زال هناك وقت لنصحح لنُصلح ونتوب ونتأمل ونستعد فالرحلة الخالدة قريبة…والعاقل من هيأ زاده قبل أن يُقال له : رحمك الله .