من كان بالأمس يدخل مطبخ بيتنا أيام الطفولة والصبى ويأكل من خيرنا بلا تردد ولا خجل وبلا استأذآن واليوم يرد المعروف بالجحود ويعض اليد التي امتدت له بالعطاء والمودة لكننا نؤمن أن الأصل يبقى أصلاً والمعدن الأصيل لا يزيفه الزمان ومن باع المعروف لا يشتريه الوفاء فقد كنا نراه أخا كبيرا نغمره بالحب والكرم والأمان لكنه اليوم اختار طريق الخصومة ونكر المعروف – يحاربنا وهو من خيرنا تغذى ومن دفئنا احتمى .
رغم الأذى الذي يلحقه بنا تبقى قلوبنا النقية تصبر وتصفح وحسبنا الله ونعم الوكيل لأننا نؤمن أن الخير لا يضيع حتى وإن ضاعت الوجوه وتنكرت الأيام فالكرامة لا تهتز والإحسان لا يُنسى وما عند الله خير وأبقى .
من يعض اليد التي امتدت بالعون لا يستحق سوى الندم والخزي ولكننا مؤمنين بأن الأيام كفيلة بإنصاف الحق وإظهار الحقيقة فلا يخفى على الله ما في الصدور وسنظل محافظين على مبدأ العطاء والكرم مهما ابتعد من لم يقدّر ذلك لأن الخير عنوان الإنسان الشريف وأدعو له بالهداية والرشد فليس كل من يخطئ يستحق أن يُنسى وقد يعود القلب الطيب يومً لما كان عليه.
لسنا ممن يرد الإساءة بالإساءة ولا نغلق أبوابنا بسبب خذلان عابر فالقيم التي تربينا عليها أعظم من أن تغيرها مواقف مؤلمة . علمنا الوفاء أن نحسن ولو أُسيء إلينا وعلمنا الإحسان أن نعطي ولو لم يشكر عطاؤنا
فالحياة دروس والناس مواقف ومنهم من لا يُعرف معدنه إلا حينما تتغير الظروف ولعل من خان العشرة سيدرك يوما أنه خسر قلوبا لن يجد مثلها .
قلوبنا وإن انكسرت لا تحمل إلا الدعاء لمن أساء فربما يعود الوعي ذات يوم وتنبت بذور الوفاء بعد طول غياب فإلى من ظن أن المعروف يُنسى ..نحن لا ننتظر جزاء ولا شكورا لكننا نؤمن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وسيبقى الكرم فينا سلوكا لا مناسبة وسيبقى الوفاء فينا خُلقا لا ردة فعل وسيبقى ما في القلب نقيا ولو مر عليه ألف خذلان .
للتواصل / a-attafi@hotmail.com