{ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة }
جملة قالها رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل لتصبح نظرية سياسية معتبرة في عالم العلاقات الدولية عالم لايعترف بالجمود ولا بالمستحيل و ليتحدد من هذة الجملة الشهيرة من هو حليف الأمس واليوم وغداً .
وقد جاء مصطلح (حليف محتمل) على لسان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وكان يرد على سؤال عما إذا كانت المملكة
ستحذو حذو دول عربية أخرى أقامت خلال السنتين الماضيتين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وذلك مقابلة مع مجلة ذي أتلانتيك الأميركية نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية الرسمية بإنّ بلاده لا تنظر الى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في العديد من المصالح
التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك .
وفي نفس اللقاء قال ولي العهد في حديثه عن العلاقة مع إيران إنهم جيراننا وسيبقون جيراننا للأبد ليس بإمكاننا التخلص منهم وليس بإمكانهم التخلص منا لذا فإنه من
الأفضل أن نحل الأمور وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش وكان ولي العهد يتحدث عن ايران الدولة التي قطعت السعودية معها العلاقات منذ مايقارب سبع سنوات على اثر اقتحام السفارة السعودية في طهران من قبل اتباع النظام الايراني هذة الدولة التي كانت
في يوماً ما في فترة حكم (الشاه) حليف للسعودية ضد الخطر الجمهوري والاشتراكي .
وهنا يظهر جلياً أن ولي العهد السعودي يحدد المقاييس والمواصفات لمن اراد التحالف مع
السعودية مهما كان موقعه او وضعه الدولي بأن يضع في اعتباره المصالح المشتركة وان تكون دولة مسالمة تحترم وتعترف بالقانون
الدولي والذي يقوم على احترام سيادة الدول والتعايش السلمي بين الشعوب وان كان الامير قد ذكر ماذكره تجاه اسرائيل تطميعاً
في علاقات سياسية طبيعية لتقوم بالتجاوب مع الاستحقاقات الفلسطينية العربية لمصلحة المنطقة وشعوبها.
فانه ايضاً أتى على ذكر ايران تقريعاً وتوبيخاً على تدخلها في شؤون جيرانها وتذكيراً بان عودة العلاقات مازال ممكناً ولكن بمقاييس
وشروط المصالح المشتركة والاحترام المتبادل .
والمملكة العربية السعودية اليوم ليست هي بالأمس فهي اليوم تحضى بمكانة راسخة ومؤثرة على كثير من القرارات الدولية وأصبح
لها دور إقليمي لايمكن تجاوزه عند الحديث او التخطيط لمستقبل منطقة الشرق الأوسط واليوم هي في موقف قوي يجعلها تفرض
مصالحها أولاً وشروطها ثانياً ويؤهلها للعب دور قيادي بالمنطقة لفرض التوازنات التي قد تجنب المنطقة كثيراً من الحروب والخسائر .
فهل تستطيع السعودية الجمع بين حليفين اختلفا في كل شيء واتفقا على احتلال الاراضي العربية وقتل العرب والاستيلاء على ثرواتهم ؟
هل تستطيع السعودية تقليم أظافر الضباع وترويضهم بالدبلوماسية بعد ان عجز العرب جميعاً عن ذلك عسكرياً؟
هل تكون الدبلوماسية السعودية الملاذ الآمن لمستقبل أبناء وأجيال الشرق الأوسط لينعموا في بلدانهم بمستقبل بلا حروب ولا احتلال ؟
تسأولات عديدة قد نجد اجابتها في المستقبل وبالمواصفات والمقاييس السعودية.

بقلم الكاتب/ مصلح احمد ال صقران الشمراني
محافظة جدة