بسم الله الرحمن الرحيم
مهمة بلقرن:
زيارة سمو أمير منطقة عسير لمحافظة بلقرن امتدت لثمانية أيام لكنها كانت استثنائية بما تعنيه الكلمة سواء على مستوى الزمان أو المكان أو الإنسان والأفكار فمن حيث الزمان فهي ثمانية ايام لكنها بمفهوم الإنجاز تعتبر عقودا لما تضمنته من جهد وانجاز خطط لمستقبل واعد , وأما فيما يخص المكان فقد كانت شاملة لكل ركن من أركان المحافظة زار خلالها الأمير السهول والجبال والوهاد ووقف على المنجزات الحضارية والآثار التراثية ولا أظن هناك مكان إلا وزاره الأمير , أما فيما يخص الإنسان فحدث ولا حرج فقد التقى سمو الأمير بكل اطياف المجتمع واعماره وتلمس حاجات الجميع وكان في الجلسة الواحدة يمارس جميع صور الحكم فهو يصلح ويمنح وينهي المشكلة بالنظام ويقنع الأخصام ويعالج جوانب القصور عند المسئول وهنا يحق لي أن اقول أنه قائد استثنائي أما كون هذه الزيارة استثنائية على مستوى الأفكار فلعلني أبسط الحديث قليلا وإن كان الأمير يحب الايجاز لأنه لا يعرف إلا الإنجاز لكن القائد حينما يكون لديه فكرة مثالية وصورة كاملة لما ينبغي أن يكون عليه وضع منطقته ثم يقف على الواقع ليعرف الصورة الحقيقة لما هو كائن ثم يضع الحلول لجوانب النقص حتى يرتقي بما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون فهذه من خصائص القائد البارع الذين يبدأ والمنال في ذهنه.
لقد رأيت عجبا في هذه الزيارة على كافة الاصعدة فالأمير مارس أشكال الحكم وعالج بفطنته وحكمته الكثير من المشاكل وأصلح بين الكثير من الأخصام وكان لديه طاقم من الكفاءات الشابة الذين تميزوا بحسن الخلق وقمة الذوق وجمال المنطق ولطافة الأسلوب ودقة الاتقان ولقد بهرني كثيرا ذلك التناغم بين جميع اللجان التي رافقت سموه الكريم وتوج ذلك ببيان بلقرن الذي اُنجز في الميدان وكان قمة في الاتقان وروعة في الشكل والمضمون , وخلاصة القول لقد أبدع الجميع وهذا لم يكن ليتأتى لولا براعة القائد ومهارة الفريق المرافق لسموه .
خواطر كتبها
عبدالله الرشيدي محمد الشمراني
0555777951
البشائر 6-7-1443هـ