لاشك أن كل إنسان لديه مشاعر تجيش بما بداخلها ، ومن ضمن تلك المشاعر (الغيرة) وهي عادة موجودة لدى كل إنسان إلاَّ ما شاءالله ، لكنها تتفاوت في حجمها لدى الناس و تلك العادة أيضاً هي نوعان ، وهي كما يلي :
النوع الأول ، وهو الحسد المحض الفتاك بصاحبه دون هوادة ويصل به إلى إضمحلال جسمه ، وتغيَّر ملامحه ، حتى إنه يتحول بهِ الى كراهيته للمحسودين وقد قيل أيضاً عنه شعراً ،
لله در الحسد ما أعدلهِ
بدء بصاحبه فقتله
وأنا شخصياً لم أجد أبلغ من هذا البيت في وصفه للحاسد المحض ، الذي يحسد حتى أقاربه وأبناءه مما يؤدي به إلى العزلة الإجتماعية وعلاجه كما قال أحد المشائخ الثقات هو أن الحاسد يدعو للمحسود إن أستطاع بأن يزيده الله من فضله وهذا الدعاء يخفف من حدته على الحاسد لإن ذلك النوع تحول إلى كراهيتة للجميع وسيرى أثر ذلك الدعاء إيجاباً على نفسيته الأمّارة
والنوع الثاني من الحسد، أقل حدة وهو الغيرة الإيجابية مثل أن تنافس متعلماً أو تاجراً أو مزواجاً أو ذو مركز وظيفي جيَّد ، لكنه أقل حدة إلى حداً( ما ) ولا يؤدي بصاحبه الى صفات الحاسد الأول ، غير إنه قد يخلق لدى صاحبه أيضاً طموح قد يوصله إلى درجة جيدة لنظيره الذي هو أغار منه إلى درجة منافسته في ماوصل إليه حتى وإن كان فلاحاً محترف فإن ذلك المنافس يطمح في تحقيق ذلك ونستطيع أن نقول إن هذا النوع من الحسد هو إيجابي حتى وإن كان يتصف بالغيرة لكنه غير ممقوت لإنه أقل حدة من الأول ،وفي كل الأحوال ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجيرنا من حسد الكراهية والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه
الكاتب / علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّرالشمراني آل حارثية (الرياض)