هناك من يجيد فن المجاملات مع الأخرين بعدة طرق إحترافية، وأنا هنا لست ضد تقدير الناس والإطراء لهم أثناء السلام أو الأستقبال ، ومايحصل في هذه الحالة شئ جيد وطبيعي ، لكن المبغض هو الزيف بعد تموضع الضيوف في اماكنهم لدى مستقبلهم ، فتجد البعض يأتي بعبارات ترحيبية مليئة بما يسمى التملَّق الملئ بعبارات المجاملة الزائفة ، وأعطاء الضيف أكبر من حجمه مما يجعل منه وعاء شبيه بالبالون الممتلئ بالهواء ، وقد تختلف دواعي ذلك التملَّق ، فهناك من يتملق لغرض مصلحته الخاصة ولا سيما إذا كان ذلك الضيف في مكانة إجتماعية مرموقة مستغلاً تواجده ليوصل إليه ماتكنه مشاعره الجياشة الزائفة تجاه ذلك الضيف ، وهناك من يتملَّق أيضاً مجاملة لصاحب المكان وقد تطغى تلك المجاملة الى أن تتحول إلى العكس المحرج، وهناك أيضاً من يتملق كطبيعة يمارسها بدافع داخل نفسه يرى إنها من انواع كرم الضيافة بينما هو مجانب الصواب، إن الموفق هو من يظهر في تلك المناسبات بواقعيه( صح) واثقاً من نفسه فقد يكسب الرهان ويصل الى قلوب الجميع والضيف وايضاً صاحب المناسبة ، خلاف من أجتهد ولم يوفق ،ولاشك إن الوصول الى هذا المستوى الراقي من حسن الأستقبال إنما يعتمد على عدة أشياء منها المستوى الثقافي والعمري وممارسة المناسبات خلاف ذلك المتقوقع المحرج والذي قد لا يدعى مرة ثانية خوفاً من إستغلال المناسبة والعبث والإسراف في التملَّق مما قد يفشلها ويجعل من ذلك الضيف أن يفكر بأنه قد هيئ لمن يريد أن يوصل الى هدفه بأقصر الطرق ….

الكاتب / علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّر الشمراني ( الرياض)