هناك من يتشدق ويقول إن المادة لا تجلب السعادة . وأنا أقول إن ذلك التهريج ليس له أساس من الصحة . فالمادة هي عصب الحياة وهي تجلب السعادة لمالكها . وعلاوة على ذلك فهي ترفع الوضيع . وتجعل منه برجوازياً في أعين البسطاء . وتغير أيضاً من مفاهيم المجتمع حول ماضيه . ولا شك أيضاً إن سعادة الإنسان تكمن في مدى قوة تدينه وذلك يأتي بالدرجة الأولى قبل المادة . لذلك أنا سأقف في وجه من من يتعالى على المادة ويشجبها ويتشدق بأنها لا تجلب السعادة . وتجربة حياة المجتمع المادي المعيشية دليل على صدق قولي هذا . خلاف البؤساء الذين ينظرون إلى الأغنياء بشيئٍ من الحسد وتمني زوال نعمتهم هذا هو الواقع شئنا أم أبينا . ووجود المادة في حوزة شخصاً (مآ) ليس لذلك دخل في كونه اسود أو ابيض او مسلم او خلافه .إنما ذلك هو رزقاً أتى إليه من الله سبحانه وتعالى ولا يجب الأعتراض على حكمه سبحانه . وقد توعد من يسخر من نعمته على عبده بالعذاب الشديد . وأنت أيها الإنسان الضعيف لاتدري بما عند الله ويقول أحد المشائخ المتمكنين إذا رأيت أخيك المسلم في نعمة فأطلب من الله أن يزيده من فضله . لتطفيّ هذه الدعوة من لهيب الحسد لديك لأخيك والحسد غريزة عند كل إنسان لكنه ذو درجات . وسترى نتائج هذه الدعوة على نفسك الأمّارة هذا ما أحببت تنميله لعل وعسى أن أكن ساهمت بشيئاً يسير لإثبات إن المادة تجلب السعادة
بقلم الكاتب علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّر الشمراني ابو غازي
الرياض ،،،