الطبيعة تصقل شخصية الفرد ويتأثر بها في حركاته وسكناته ومنطوقه شعرا ونثرا . وكثيرا من الشعراء يظهر تضاريس الطبيعة في اشعاره ومن يقرأ المعلقات يجد ذلك واضحا وجليا. والمتذوقون والنقاد يعرفون ذلك جيدا . ويقال أن علي بن الجهم وهو من ذوي الجاه والسيادة وكان من الشعراء في عصر بني العباس… سكن الصحراء نقال عمود معه اغنامه وكلبه ومايتطلبه البدوي في تنقلاته.. ويقال أن الخليفة المتوكل كان في رحلة بريه مع حاشيته فشاهد بيت هذا البدوي فأستضافه . وتم اكرامه . وبعد المأدبة قام البدوي فقدم بين يدي الخليفة قصيدة يمدح الخليفة قائلا : أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب . الخ …. فظن من حضر أن الشاعر اساء للخليفة ولكن الخليفة عرف المدح ولكنه من واقع الطبيعة .فقام الخليفة بنقل علي بن الجهم الى بغداد وعاش في بيئة المدينة بما فيها من رفاهية وجمال . وبعدسنة حضر حفلة للخليفة والقى قصيدة منها : عيون المها بين الرصافة والجسر….جلبن الهوى من حيث أدري ولا ادري . . الخ … إنها الطبيعة ومدى تأثيرها في حياة الفرد والجماعة .
بقلم الدكتور/ إبراهيم علي ال عدول الشمراني
محافظة العرضيات/ العرضية الجنوبية/ سبت شمران