ازف الرحيل فهل اودع صامتا.
ام انت مصغ للعتاب فاعتب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
والحر حين يرى الملالة يهرب
*
هرب الشباب من القرية ملالة
لا كرها ولكن قربا من مصادر الرزق
فالحياة في القرى والهجر صارت شحيحة مواردها ٠قليل دخلها
مياه الابار غارت و المزراع بارت واجدبت
و المواشي لم يعد لها راع يرعاها
ويعتني بها
مدارس الاولاد فتحت ابوابها و البنات لزمن بيوتهن
والرعاة صاروا عجايز انهكتهم الامراض
وخارت عزومهم
وبرت السنون حيلهم
فلا بديل امام الشباب الا الهجرة الى المدن البعيدة والديار النائية طلبا للرزق لهم ولذويهم
**.
غاب بعض المغتربين ولم يعثر له على اثر
وبعضهم عاد بثمن ثور اوبندقة اومسلة وكوفية
اما الغامدي فعاد و(جاب سيارة)
و بعضهم تغرب خارج المملكة هامواعلى وجوههم
و لم تنكشف اخبارهم الا بعد وفاتهم
احدهم نجحت محاولة اخيه في اعادته للمملكة وكان شاعرا مبدعاو له صديق طفولة
فقال له شعرا
**
مصلح انشدك هو بعدن في الديرة نواشي
ولا هم ماتوا اهل الكيف فالغربة لنا احلى
فلم يعجبه جواب صديقه فعاد من حيث أتى وأختفى حتى أتته منيته هناك

واحد المغتربين كان مكافحا مجتهدا و لما رضي عن نجاحه ترجل عن العمل لكنه ظل في عالم المجهول
فلا ذرية ولا مشروع خيري يخلد ذكره الا ان اهله اعترفوا له بالجميل وابروا به
**
وهناك مغتربين صغارالسن
نسبوا الى القبائل التي تغربوا عندهم

بكت القرى ابناءها وندبت حظها من بعضهم فقالت:
بكت عيني وحق لها بكاها
فهل يغني البكاء اوالعويل
تغير كل ذي حلو لمر
وزال بشاشة الوجه الجميل
**
وحديثا في هذا الزمان لم تعد الغربة غربة ولا القرية قرية بل تحول الكون كله الى قرية واحدة وتحولت القرية الى مراكز للعلم والعمل والرزق واتصلت بالعالم كله من الساحة والجرين ومن فوق امعريش وتفاعلت مع العالم وبه

• 
  ان الغريب سقته ايام الاسى
  كاس المرارة من سنين الغربة

وقد اضرت الهجرة في هذا الزمان بالقرى كثيرا و حالت دون وصول كثير من الخدمات الحكومية الي القرى بحجة قلة السكان وقلة عدد القاطنين الذين توفر الخدمات لاجلهم