أصدرت “الهيئة السعودية للمياه” بالتعاون مع “دارة الملك عبدالعزيز” كتاب:(رحلة التحلية في المملكة العربية السعودية) الذي يستعرض المسيرة التاريخية لصناعة تحلية المياه والتحولات الكبرى التي مرت بها منذ بداياتها وحتى مرحلة تحقيق الريادة العالمية، كما يوثق الكتاب ما تحقق من إنجازات في قطاع المياه بفضل وتوفيق من الله -عز وجل-، ومن ثم بالدعم والتمكين والرعاية المستمرة التي توليها القيادة الرشيدة -أيدها الله- مما ينعكس أثره على؛ تعزيز الاستدامة المائية والبيئية، وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.
يحكي الكتاب مسيرة رحلة حافلة بالإنجازات بعد مرور خمسين عامًا على نشأة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وما شهدته من البدايات والنجاحات والمكتسبات حتى اليوم، لتكون بين يدي كل قارئ ومطلع وباحث، ويفتخر بها كل مواطن يعيش في هذه الأرض.
تضمن الكتاب في محتويات أقسامه: أهمية الماء في الحياة، ووضع المياه في الجزيرة العربية كونها أرضًا بلا أنهار، تعتمد على أمطار تنزل في سنة وتقل في أخرى، وعلى وديان وآبار لا تكفي لسد حاجاتها، فضلًا عن إعلان نضوبها في أي وقت، ومن هذا الأمر أدرك أئمة الدولة السعودية منذ تأسيسها؛ أهمية توفير المياه، بتهيئة الآبار، وحفر المزيد منها، بل وحاول بعضهم جلب آلات حديثة لاستخراجه من جوف الأرض بطرق حديثة، وفي بداية عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- كان من أهدافه توفير المياه بحفر مزيد من الآبار، وتوفير الوسائل المعينة كافة لاستخراجه، مدركًا -رحمه الله- أهميتها في بناء حضارة الدول، وبقاء الإنسان على ديمومة الحياة، وإسهامه في ازدهار وطنه ورقيّه.
ووفق ما ورد في الكتاب: “شهد عام 1384 هـ الموافق 1964 م طرح أفكار كثيرة لإيجاد حل دائم ومستمر للمياه في بلادنا، بعد أن تحولت إلى دولة تنبض فيها الحياة في كل أرجائها، ونمت فيها المصانع والمشاريع، وتمددت المدن والقرى، وأصبحت بيئة جاذبة لكل دول العالم، وكان من بينها فكرة تقوم على تحلية مياه البحار؛ نظرًا لوقوع بلدنا بين موردي ماء كُبرَيين، هما الخليج العربي والبحر الأحمر، فيمكن الاستفادة منهما في نهضة الصناعة والزراعة ومقومات الحياة كافة، وانطلقت بعدها تنفيذ الفكرة من خلال مكتب في وزارة الزراعة والمياه يحمل اسم (تحلية المياه المالحة) وكان يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-؛ لكفاءته وأبحاثه المتعلقة بمجال تحلية مياه البحر”.
سرد الكتاب بدايات الرحلة حيث سار المكتب في تنفيذ الفكرة وتحويلها إلى أرض الواقع، فأسست منظومات لتحلية المـياه، وانتشرت شبكات المياه لتغطي المدن الكبرى، ولم يمر عقدان حتى تحولت الفكرة إلى مشروع عملاق، أثار الإعجاب بما حققه في سبيل توصيل المياه إلى كل مزرعة في بطن واد، أو بيت على سفح جبل، أو إلى هجرة ضاربة في كبد الصحراء، فكان الإنجاز عظيمًا والنجاح كبيرًا، وتحول بعد ذلك المكتب إلى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، التي تملك منظومات متعددة، وتحولت مع مرور السنوات والعقود إلى أرقام، يحق لكل مواطن أن يفخر بما حققه وطنه ورجاله من مكاسب عظيمة، حيث تحولت تلك الصحراء القاحلة إلى شـبكة مـياه تروي كل فرد ومصنع وحقل مـن شرق المملكة إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها في مساحة شاسعة تجاوزت (مليوني كيلومتر مربعًا).
وفي تاريخ 28 شوال 1445هـ الموافق 7 مايو 2024م، صدر قرار مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين رقم (918) بتحويل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة إلى هيئة باسم “الهيئة السعودية للمياه”؛ لتكون المنظم لأنشطة خدمات المياه.
وبين الكتاب أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لم تتوقف على إنجازاتها في تحلية المياه المالحة وإنشاء المنظومات، بل حققت أبعد من ذلك في مجالات عدة فيما يتعلق بمبادرات ومشاريع التطوير والابتكار والأبحاث، والتدريب، ووسعت نشاطها، لتضمن استدامة أعمالها وإنجازاتها، إضافة إلى براءات الاختراع، كما شمل التطور المؤسسي: التحول الرقمي واستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتميزت المؤسسة خلال رحلتها بحصولها على العديد من الجوائز والشهادات على الصعيد المحلي والعالمي، خاصة مع اهتمام ودعم القيادة المستمر وما حظيت به من عناية ملكية خاصة أثمر من خلال دورها الحيوي في الاستقرار الاجتماعي وتطور الدولة على جميع الأصعدة، وتجلى ذلك في عدد من الزيارات الميدانية للمؤسسة؛ لتفقدها وافتتاح مشاريعها، والوقوف على سير أعمالها بأنفسهم.
وأسهمت المؤسسة تنمويًا في المملكة بمشاركتها مع مختلف قطاعات الدولة، في تحقيق الأهداف التنموية وعملية التخطيط الشامل خاصة فيما يتعلق بالأهداف الاجتماعية والاقـتـصـاديـة، ودورها في توفير المياه لجميع مدن وقرى ومحافظات المملكة وتزويد الـقـطـاع الـصـنـاعـي -الـذي يـتـطـلـب كـمـيـات مـتـزايـدة-، وكذلك خدمة ضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة، وشـمـل إســهــام المؤسسة في المجالات الاقتصادية والزراعية، وتوطين الوظائف، والمحافظة على البيئة.
أوضحت الأجزاء الأخيرة تقاطعات أعمال المؤسسة ومشاريعها المستقبلية مع مستهدفات وإستراتيجيات رؤية المملكة 2030، وأبرز الشخصيات القيادية في مسيرة التحلية من أصحاب المعالي الوزراء ومحافظي المؤسسة.
وللمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع على النسخة الرقمية من الكتاب باللغة العربية من خلال الرابط التالي:
https://swa-cdn.swa.gov.sa/Reports/Desalination_Journey_ar.pdf
المصدر: واس