أعلنت جامعة طوكيو اليابانية عن بيع شوكولاتة حلال عبر موقعها على الانترنت لزيادة الوعي حول صناعة الأغذية وفقا لمعايير الشريعة الإسلامية، حيث تم تصنيع الحلوى بدون استخدام أي مكونات حيوانية المنشأ.

وحصلت مكونات الحليب والشوكولاتة البيضاء والداكنة على شهادة بأنها حلال من منظمة غير ربحية هي الهيئة الآسيوية للمنتجات الحلال (نيبون) المنوطة بإصدار تصاريح للشركات التي تنتج سلعًا وفقا للمعايير الإسلامية بحسب تقرير لصحيفة جاكرتا بوست الالكترونية.

وقالت (إيمي جوتو) وهي أستاذ مشارك متخصص في الدراسات الإسلامية الحديثة في الجامعة: إن المسلمين في اليابان أقلية ويواجهون في كثير من الأحيان تحيزًا، ولكنها تأمل أن تساعد فكرة الشوكولاتة في سد الفجوة بين الثقافات والأديان المختلفة.

وأشاد تقرير لصحيفة (ذي ستار اونلاين) بنمو سوق الحلال في اليابان باعتباره فرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة للدخول في مشاريع جديدة والاستفادة من صناعة الأغذية الحلال المزدهرة.

وبحسب وزارة المشروعات المتوسطة والصغيرة في ماليزيا فإن اليابان تتمتع بقدرة شرائية قوية للمنتجات الحلال لا سيما وأن تعداد المسلمين هناك وصل إلى 150 ألف نسمة بحسب الجمعية الإسلامية اليابانية، كما أن دولة يصل تعداد سكانها 127 مليون نسمة هي سوق كبير خصوصا مع تنامي استهلاك غير المسلمين للأطعمة الحلال؛ لكونها أكثر صحية.

وفي ندوة عقدتها الوزارة حول فرص التصدير للسوق الياباني أكد الخبراء أنه يجب تسريع وتيرة العمل للاستفادة من الفرص التي توفرها دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها طوكيو عام 2020؛ لتعزيز المنتجات والخدمات الحلال خصوصا وأنه من المتوقع أن يحضر نحو مليون مسلم فعاليات البطولة بخلاف أعداد السائحين من المسلمين.

ونقل تقرير لصحيفة (جابان تايمز) بيانات صادرة عن منظمة السياحة الوطنية اليابانية تشير إلى تجاوز عدد الزوار من إندونيسيا، وهي أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث تعداد السكان، 270 ألف زائر فى عام 2016 بارتفاع قدره 32.1% مقارنة بعام 2015.

وقال (أكيهيرو شوجو)، الشريك المؤسس بشركة حلال ميديا ​​اليابانية والتي تقدم معلومات حول السلع والخدمات الحلال للمسلمين المحليين وكذلك للزوار، إنه في حين أن اليابان تهدف إلى جذب 40 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2020، فإنها لن تصل إلى هذا الهدف دون إقامة ملائمة للسكان المسلمين، الذين يشكلون ربع سكان العالم.

وقالت الصحيفة إن هناك حالة عدم وعي في اليابان لقطاع الحلال ومدى تجذره في المجتمع الياباني، مشيرة إلى أن العاملين في صناعة الأغذية الحلال يواجهون تحديات تتصل بكيفية مواءمة اللوائح والقوانين في بلد غير مسلم، في حين يدعو المسلمون اليابانيون إلى تطبيق مبادئ توجيهية أكثر صرامة.

ويتعلق نشاط الحلال بتطبيق المعايير الإسلامية في أدق مراحل الإنتاج، فعلى سبيل المثال، يجب تغذية الماشية بالعلف الحلال ومعالجتها في مصانع منفصلة عن تلك المستخدمة لمعالجة الخنازير وغيرها من المنتجات الثانوية للخنازير أو غيرها من الحيوانات المحظورة وفقا للقواعد الصادرة عن وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك.

وتقوم الجمعية اليابانية الإسلامية في طوكيو باصدار شهادات حلال فقط لمنتجات من شركات يابانية تعتزم بيع منتجاتها لبعض الدول الإسلامية بناء على طلبها بعد عمليات تفتيش صارمة وشاملة وفقا للشريعة الإسلامية.

وفيما يتعلق ببضائع التصدير من اليابان إلى دول مثل ماليزيا واندونيسيا وغيرهما من الدول الإسلامية فإن المنظمات الحكومية أو الكيانات الأخرى في هذه الدول المستوردة هي المسئولة عن الحكم فيما إذا كانت هذه البنود حلال أم لا تتفق مع معاييرها الوطنية،حيث تقوم بعثات مختصة بفحص عملية الإنتاج والتصنيع.

أما بالنسبة للأغذية الموجهة للسوق المحلي، فإن الجمعية تصدر موافقات بشأن الأطعمة والخدمات والمرافق ويمكن أن توصي بها للمسلمين بعد الفحص.

ولا توجد حاليا لوائح محددة بشأن إصدار الشهادات الحلال للمنتجات والمرافق في اليابان، حيث تختلف المعايير تبعا للمنظمة التي تصدر منها الشهادة.