بمشاركة سعودية للمرة الأولى منذ 28 عاما، افتتح وزير التجارة العراقي د.سلمان الجميلي أمس، فعاليات الدورة الـ44 لمعرض بغداد الدولي بمشاركة أكثر من 600 شركة تتبع 18 دولة عربية وأجنبية.
وقال الجميلي: إن السعودية والإمارات تشاركان لأول مرة بثقل كبير من خلال شركات كبيرة جدا تطمح للدخول في السوق العراقية وعقد شراكات مع القطاع الخاص، مؤكدا أن الحكومة العراقية ماضية في الانفتاح الاقتصادي على الأصعدة كافة ومنح القطاع الخاص أهمية كبرى وتوفير الفرص، أبرزها التحرر من القيود التي كانت تسيطر على هذا القطاع الحيوي والمهم.
ووصل إلى بغداد أمس وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م.خالد الفالح للمشاركة في المعرض، والذي صرح بأن زيارته «تؤكد على عمق العلاقات الثنائية، والتنسيق المشترك في كافة المجالات، ومنها القرارات المتعلقة بخفض الإنتاج».
وأكد وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أن «العلاقات الثنائية تشهد نموا في المجالات كافة، وخصوصا في قطاع الطاقة والنفط والتجارة والصناعة، وأن المجلس التنسيقي بين البلدين سيقوم بوضع الآليات المناسبة للإسراع في تحقيق الشراكة الاقتصادية وتفعيل التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي».
وفد رجال الأعمال السعودي لدى وصوله مطار بغداد (اليوم)
اتفاقيات تعاون
وتشارك هيئة تنمية الصادرات السعودية في فعاليات معرض بغداد الدولي ضمن الجناح السعودي في المعرض بدورته الحالية بـ60 شركة من مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.
وأكد أمين هيئة تنمية الصادرات السعودية صالح السلمي أن التوجه السعودي للسوق العراقي نتيجة جلسات نقاش عقدتها الصادرات السعودية مع مجموعة من المصدرين لمناقشة أبرز التحديات التي تواجههم، وإيجاد حلول للتغلب عليها، وبحث تسهيل وصول المنتج السعودي إلى السوق العراقية.
وكان وزير التجارة والاستثمار د.ماجد القصبي زار العراق مؤخرا، وأثمرت زيارته اتفاقا مع الجانب العراقي على ضرورة سعي الجانبين في الانفتاح بكافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية وتنشيط التبادل التجاري بين البلدين.
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت الدولتان إعادة افتتاح منفذ عرعر الحدودي الممتد بطول 430 كم جنوب غرب الرمادي، بشكل دائم، بهدف التبادل التجاري، بعد إغلاق دام 27 عاما.
ومنذ أيام، استقبل مطار بغداد الدولي أول طائرة سعودية منذ 25 عاما من انقطاع الطيران، عقب الحرب العراقية على الكويت، في خطوة لإعادة تعميق العلاقات بين الجارتين.
وسابقا، ذكر المدير العام للشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية هاشم حاتم ان فعاليات المعرض تنطلق تحت شعار «حررنا أرضنا وبتعاونكم نبنيها»، على مساحة تفوق 1200 متر مربع.
التبادل التجاري بين البلدين
أوضحت وزارة التجارة والاستثمار أن حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق خلال العشر السنوات الماضية بلغ 23 مليار ريال، وذلك خلال الفترة من 2006 إلى 2016.
ويميل الميزان التجاري لصالح المملكة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري 2.23 مليار ريال خلال عام 2016 منها 2.2 مليار ريال صادرات سعودية إلى العراق و24 مليون ريال واردات عراقية الى المملكة.
وتصدرت زيوت النفط الخام ومنتجاتها، ومخاليط العصائر والفواكه أو الخضار والأجبان قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى العراق خلال 2016، فيما جاء في قائمة السلع المستوردة خرائط الألومنيوم، الصموغ والإنتاجات، إضافة إلى حاويات النقل.
ومثلت الصادرات السعودية في العام 2014 أعلى مستوياتها خلال العشرين عاما الماضية بمستوى 3.4 مليار ريال. وبحكم عدم وجود منافذ برية مباشرة مع العراق انحصرت الصادرات خلال العامين 2015 و2016 على منافذ برية بديلة في دول الجوار الشقيقة صُدرت من خلالها 82% من إجمالي الصادرات السعودية إلى العراق.
ويؤمل أن يفتح مشروع التعاون التجاري بين المملكة والعراق جميع الأبواب بوسائل وأساليب غير مسبوقة بما يعود بالنفع على البلدين ويحقق التبادل التجاري المأمول. فيما أسهمت اللقاءات الثنائية بين قيادات البلدين مؤخرا في رسم ملامح المرحلة المقبلة التي تعكس الحرص الشديد على فتح جميع مجالات التعاون بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين، وجاء قرار مجلس الوزراء السعودي بإنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي برئاسة د.ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار من الجانب السعودي، ووزير التخطيط ووزير التجارة د.سلمان الجميلي من الجانب العراقي.