يُعدّ الشاعر سعد بن مسفر الشمراني أحد الأسماء البارزة في ساحة الشعر الشعبي في المملكة العربية السعودية، حيث بدأت مسيرته الأدبية عبر الملاحق التراثية في الصحف الورقية والمجلات، قبل أن يمتد حضوره إلى القنوات الفضائية.
وقد عرفه الجمهور من خلال مشاركته في قناة الواقع الفضائية ضمن فقرة «بزنس»، التي أظهرت جانبًا من شخصيته الإبداعية وعمق تجربته الشعرية.
ينتمي الشمراني إلى بلاد شمران في المنطقة الجنوبية، وهي بيئة تزخر بالموروث الشعري واللغوي، وكان لها أثر واضح في تشكيل هويته الفنية وصقل موهبته.
وفي هذا الحوار وفقًا لـ”أضواء الوطن”، يفتح الشاعر سعد بن مسفر الشمراني قلبه متحدثًا عن بداياته، ومحطاته الإعلامية، والقصيدة الأقرب إلى وجدانه.
س: كيف كانت بدايتك مع الشعر، وما الذي ألهمك لكتابة أولى قصائدك؟
ج: كانت بدايتي مع الشعر في سنٍّ مبكرة، فقد نشأت في بيئةٍ تقدّر الكلمة وتحتفي بالقصيدة، إذ كان الشعر حاضرًا في المجالس والمناسبات الاجتماعية. بدأت بكتابة بعض الأبيات التي تعبّر عن مشاعري وملاحظاتي تجاه الحياة من حولي، ومع مرور الوقت تطوّرت تجربتي حتى أصبحت القصيدة وسيلتي الصادقة للتعبير عن الذات والواقع.
س: ظهرتَ في عدد من الملاحق التراثية والصحف الورقية والمجلات، كيف ترى تلك التجربة اليوم؟
ج: تلك التجربة كانت مرحلة مهمة في مسيرتي الشعرية، فهي التي أسهمت في إيصال صوتي إلى جمهورٍ واسع في وقتٍ كانت فيه الوسائل الإعلامية محدودة. الملاحق التراثية كانت مدرسة حقيقية لاكتشاف المواهب وصقلها، ومن خلالها استطعت أن أُعرّف الناس بشعري وأبني قاعدة من المتابعين، لذلك أعتز كثيرًا بتلك المرحلة.
س: من كان له الفضل – بعد الله – في ظهورك الإعلامي في بداياتك عبر الصحف الورقية؟
ج: الفضل بعد الله يعود إلى الشاعر والإعلامي مهدي بن عبار العنزي، الذي كان له دور كبير في دعمي وتشجيعي منذ بداياتي الأولى. فقد آمن بموهبتي وفتح لي أبواب النشر في الصحف الورقية، وعرّف القرّاء باسمي من خلال الملاحق الأدبية. أقدّر له هذا الموقف النبيل الذي لن أنساه ما حييت، فهو أحد الأسماء التي أسهمت بصدق في خدمة الشعر والإعلام معًا
وكذلك الشاعر والإعلامي يوسف بن محمد العنزي في مجلة المجالس بالكويت
س: شاركتَ في قناة الواقع الفضائية ضمن فقرة (بزنس)، حدّثنا عن تلك المشاركة وأثرها في مسيرتك؟
ج: كانت تجربة جميلة ومختلفة، فقد أتاحت لي القناة فرصة الظهور أمام جمهورٍ متنوع والتفاعل معه بشكل مباشر. فقرة «بزنس» كانت مساحة حوارية غنية أظهرت جوانب جديدة من تجربتي، ووجدت من خلالها تفاعلًا كبيرًا من المشاهدين الذين يقدّرون الشعر والكلمة الصادقة، وهو ما منحني دافعًا لمواصلة العطاء.
س: ما أبرز قصيدة تراها مؤثرة وقريبة إلى قلبك؟
ج: القصيدة الأقرب إلى قلبي هي قصيدة «وليف الروح»، فهي تحمل معاني الصدق والوفاء، وكُتبت في لحظة شعورية صادقة تمثّلني كشاعر وإنسان. هذه القصيدة نالت صدى واسعًا لدى المتلقين، لأنها تعبّر عن مشاعر إنسانية عميقة تتقاطع مع وجدان كل من مرّ بتجربة الحب الصادق.
س: كيف ترى المشهد الشعري الشعبي في المملكة اليوم؟
ج: المشهد الشعري في المملكة متجدد ومتطور، وهناك طاقات شابة تبشّر بمستقبل واعد. ومع ذلك، فإن الشعر الشعبي بحاجة إلى مزيدٍ من الدعم من خلال البرامج والمهرجانات المتخصصة التي تبرز هذا التراث الأدبي وتحفظه للأجيال القادمة، لأنه جزء أصيل من هوية الوطن وثقافته.
س: ما الرسالة التي تود توجيهها للشعراء الشباب؟
ج: أنصح الشعراء الشباب بالقراءة المستمرة والتعمّق في اللغة والثقافة، والابتعاد عن التكرار والسطحية. الشعر رسالة ومسؤولية، وليس مجرد قافية أو وزن. على كل شاعر أن يكون صادقًا مع نفسه ومع كلمته، وأن يسعى لتطوير تجربته باستمرار ليصل إلى ما يستحقه من تقدير.
ختام الحوار:
يبقى الشاعر سعد بن مسفر الشمراني نموذجًا للشاعر الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، واستطاع أن يعبّر من خلال شعره عن الإنسان والمكان والهوية الوطنية. ومن بين بداياته البسيطة في الملاحق التراثية، وصولًا إلى حضوره الإعلامي الواسع عبر القنوات الفضائية، يواصل الشمراني رحلته الإبداعية مؤمنًا بأن الشعر يظلّ صوتًا خالدًا يعكس نبض الوطن ووجدان الإنسان السعودي