كشف باحثون في مركز ريكين لعلوم الدماغ باليابان، أنه أثناء النوم العميق تحدث التقلبات السريعة في السائل النخاعي، متزامنة مع الموجات البطيئة وتواصل المغازل العصبية، وهو نوع من النشاط قد يدعم ترسيخ الذكريات والتخلص من الفضلات.
ووفقاً لتقرير على موقع ميديكال إكسبريس، نشر الفريق نتائجهم في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” بعد تسجيل موجات الدماغ واستخدام بروتوكول تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي المتفرق الذي يُتيح للمتطوعين الوصول إلى نوم عميق مُستدام داخل جهاز المسح.
وجدت الدراسة اختلافات واضحة في إشارات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي البطيني تعتمد على المرحلة.
خلال النوم العميق غير المرتبط بحركة العين السريعة، تسبب الموجات البطيئة والمغازل زيادات متكررة ومتوسطة الحجم في إشارات السائل الدماغي الشوكي خلال ثماني ثوانٍ تقريبًا، وتنشط مناطق التعلم والذاكرة، مثل الحُصين والقشرة الأمامية، بشكل أكبر خلال نوم الموجات البطيئة، مما يربط حركة السائل الدماغي الشوكي بشبكات الذاكرة لترسيخ الذكريات.
على النقيض من ذلك، فالموجات البطيئة في النوم الخفيف والاستيقاظات القصيرة، تسبب إشارات أقل، والأحداث المرتبطة بحركة العين السريعة تسبب تغيرات أصغر وأبطأ بكثير (قرابة كل ثلاثين ثانية).
قالت الباحثة الرئيسية ماساكو تاماكي: “يؤثر النوم العميق على إشارات السائل الدماغي الشوكي بشكل مختلف عن تأثير النوم الخفيف، أو نوم حركة العين السريعة، أو الاستيقاظ”. ويُشير الباحثون إلى أن السبب البيولوجي الدقيق لإشارة الرنين المغناطيسي الوظيفي البطيني لم يُحسم بعد، لذا فإن التغيرات التي يتم قياسها قد تعكس مزيجًا من العمليات العصبية والوعائية والمتعلقة بالتصفية، بدلًا من آلية واحدة.
منهجيًا، استخدم الفريق مسوحات ضوئية متفرقة (صورة واحدة كل ثلاث ثوانٍ تقريبًا) لتقليل ضوضاء الماسح الضوئي، والسماح بنوم الموجة البطيئة لفترات طويلة، مع تسجيل تخطيط النوم في الوقت نفسه. وتحثّ هذه الدراسة على إجراء دراسات متابعة لكبار السن والفئات السريرية لاختبار ما إذا كانت إيقاعات السائل الدماغي الشوكي المتغيرة تُسهم في التدهور المعرفي والأمراض العصبية التنكسية.
المصدر: سبق