رئيس التحرير : علي بن صالح الشمراني
صحيفة شمران الإخبارية

أمريكا لن تقف في طريقها”.. كيف قرر ترامب دعم هجوم إسرائيل على إيران؟

28
+ = -

في تحوّل مفاجئ وغير متوقع، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مضض على حملة الضربات الجوية الإسرائيلية المفاجئة، التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية وقادة عسكريين ومدنيين رفيعي المستوى. هذا القرار، الذي اتخذه ترامب بعد أن كان يسعى جاهدًا لمنع أي هجوم إسرائيلي، جاء في منتصف أسبوع شهد تدهورًا حادًا في آمال التوصل إلى اتفاق مع طهران. فقد أدرك ترامب أن المفاوضات المتعثرة بلغت طريقًا مسدودًا، مما دفعه إلى الموافقة على عمل عسكري قد يدفع إيران إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة. هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية تجاه إيران أثار تساؤلات حول مستقبل الدبلوماسية في المنطقة.

مفاوضات متعثرة

“نعم، نحن نحاول”، هكذا وصف ترامب المفاوضات مع طهران التي كانت تترنح وتتعثّر. ولكنه أضاف بعبارة تحمل في طياتها الكثير من المعاني: “أحيانًا عليك أن تفعل ما عليك فعله”. هذه الكلمات، التي فسرها السيناتور ليندسي غراهام على أنها إشارة إلى إمكانية شن إسرائيل ضربة على عدوها اللدود، كانت بمثابة إيذان بتغيير محتمل في المسار الدبلوماسي.

 

ويوم الجمعة، أكد ترامب أنه كان على علم مسبق بخطط الهجوم الإسرائيلية، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن هذه العملية العقابية ستجعل التوصل إلى اتفاق نووي أكثر ترجيحًا. وقال لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “كان ينبغي عليهم التوصل إلى اتفاق، وما زال بإمكانهم التوصل إلى اتفاق طالما لديهم شيء متبقٍّ”.

 

تراجع الأمل

وفي وقت سابق من الأسبوع، كان ترامب أقل تفاؤلًا بكثير. ففي يوم الأحد الماضي، استدعى فريقه للأمن القومي إلى كامب ديفيد، وخلال نقاش حول الشرق الأوسط، أعرب عن تشاؤمه المتزايد بشأن موافقة طهران على أي اتفاق، وفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثا إلى “وول ستريت جورنال”. وكان من المقرر أن يتحدث ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم التالي، حيث كان ترامب ينوي إبلاغ نتنياهو بتأجيل أي هجمات حتى تستنفد الجهود الدبلوماسية لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف كافة مساراتها.

 

لطالما كان نتنياهو يدفع بقوة لشن ضربات استباقية ضد المواقع النووية الإيرانية، وهو تهديد كان يلوح في الأفق بشكل متزايد. وفي رسالة أرسلها ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في مارس، حدّد مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق بمجرد بدء المحادثات، وهي مهلة كان من المقرر أن تنتهي هذا الأسبوع. لكن خامنئي رفض اقتراحًا أميركيًا يسمح لإيران بالاستمرار مؤقتًا في تخصيب اليورانيوم داخل البلاد مقابل وقف تشغيل أجهزة الطرد المركزي لاحقًا.

 

فقدان الثقة

وفي مكالمة هاتفية يوم الاثنين مع نتنياهو، أعرب ترامب عن رغبته في استمرار الدبلوماسية مع طهران لفترة أطول قليلًا، وفقًا لمسؤولين أميركيين. ومع ذلك، كان ترامب يفقد الثقة في استراتيجيته الخاصة، خاصة بعد أن أثار نتنياهو اعتراضه المتكرر بأن إيران لن تبرم الاتفاق الذي يريده ترامب، وأن إسرائيل بحاجة إلى مواصلة الاستعدادات للضربات. بدا أن ترامب استوعب هذه الرسالة.

 

“أصبحت أقل وأقل… أقل ثقة حيال ذلك”، هكذا صرّح ترامب في مقابلة مع صحيفة “نيويورك بوست” نُشرت يوم الأربعاء، متحدثًا عن آفاق التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وأضاف: “يبدو أنهم يؤخرون، وأعتقد أن هذا عار. لكنني أقل ثقة الآن مما كنت عليه قبل شهرين”.

 

ضغوط متزايدة

لطالما سعى نتنياهو على مدى سنوات إلى عرقلة المفاوضات الأميركية مع إيران بشأن برنامجها النووي، مجادلًا بأن تدمير أجهزة الطرد المركزي والمرافق المرتبطة بها هو الضمان الوحيد لمنع طهران من تطوير قنبلة سرًا. وقد ابتهج عندما مزق ترامب في ولايته الأولى الاتفاق النووي لعام 2015، وانزعج عندما دفع الأخير باتجاه اتفاق أشد صرامة في ولايته الثانية.

 

في يناير، خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن إسرائيل تفكر بجدية في شن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية. وتوصل التحليل الاستخباراتي إلى أن تل أبيب ستضغط على فريق ترامب الجديد لدعم الهجوم، مع قناعة بأن الرئيس المقبل سيكون أكثر استعدادًا للمشاركة من جو بايدن. وأشارت التقييمات إلى أن الإسرائيليين يعتبرون أن “نافذة الفرصة” لوقف سعي إيران إلى السلاح النووي كانت تُغلق سريعًا.

 

ضوء أخضر

وفي ظل تصاعد التوتر، أمرت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأربعاء، بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، كما سمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت. في الوقت نفسه، وافق وزير الدفاع بيت هيغسيث على مغادرة طوعية لأسر العسكريين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

 

وفي اتصال هاتفي جديد يوم الخميس، أبلغ ترامب نتنياهو بأن اليوم يُعدّ آخر أيام المهلة المحددة لإيران، وفقًا لما ذكره مسؤولون مطلعون على المكالمة. وقال نتنياهو: “إسرائيل لا يمكنها الانتظار أكثر من ذلك”، مؤكدًا أن عليها التحرك لحماية أمنها وفرض الجدول الزمني الذي وضعه ترامب ذاته.

 

ورد ترامب بأن الولايات المتحدة لن تقف في طريق إسرائيل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الجيش الأميركي لن يشارك في أي عمليات هجومية. وقال في تصريح للصحفيين بالبيت الأبيض: “لن أصف الهجوم بأنه وشيك، لكنه شيء قد يحدث فعلًا”.

 

تداعيات فورية

وبينما كان ترامب يشارك في نزهة مسائية داخل أراضي البيت الأبيض برفقة عدد من أعضاء الكونغرس، بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية. وفي وقت لاحق، التحق ترامب بـ نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والجنرال دان كاين رئيس هيئة الأركان المشتركة، وعدد من كبار المسؤولين في غرفة العمليات لمتابعة التطورات لحظة بلحظة.

 

نفّذت إسرائيل الهجوم بشكل منفرد، ولم يكن للولايات المتحدة دور مباشر في الضربات، وفقًا لبيان ماركو روبيو، الذي أكد أن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقًا فقط. وقد استهدفت القنابل منشأة نووية رئيسية في نطنز، وأسفرت العملية عن مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، من بينهم اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني.

 

تعهد نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية “طالما اقتضى الأمر”، فيما بدا أن ترامب، الذي بدأ الأسبوع معارضًا للهجوم، احتضنه لاحقًا كأداة ضغط فعالة ضمن سياسته تجاه طهران. وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة:

 

“يجب على إيران أن تبرم اتفاقًا، قبل أن لا يتبقى شيء… وتنقذ ما كان يُعرف ذات يوم بالإمبراطورية الإيرانية”.

المصدر:  سبق

الوسم


أترك تعليق

Blue Captcha Image
Refresh

*

تابعنا على تويتر
مواليد شمران المزيد

فايز يضيء منزل ال زنعاف

الزيارات :
رزق الاستاذ احمد سعد زنعاف الفزعي الشمراني بمولود اطلق عليه اسم فايز لينضم الى اشقائه صحيفة شمران الاخباريةةتبارك ...

عبدالله يضيء منزل الدكتور /خلف بن عبدالله ال خليفة الشمراني

الزيارات :
عبدالله يضيء منزل الدكتور/ خلف بن عبدالله آل خليفة الشمراني رزق الدكتور/ خلف بن عبدالله بن خلف آل خليفة الشمراني ( ...

غيم تمطر بالفرح بمنزل الأستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني

الزيارات :
مع هطول الامطار وتباشير الفرح فقد رزق الاستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني بمولودته التي احب ان يطلق عليها اسم ...

سعيد يضيء منزل الاستاذ / أحمد بن سعيد بن مسفر آل مقبول الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ / أحمد بن سعيد بن ال مقبول الشمراني ( ال حارثية شمران) هذا اليوم بمولود جعله الله من مواليد السعادة ومن ...

المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني يرزق بمولوده جديدة

الزيارات :
رزق المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني ” ال حارثية شمران” بمولوده جديد اتفق هو وحرمه على تسميتها دانه ...
انفوجرافيك المزيد
  • الزوار

    2296683
    Users Today : 1334
    This Month : 26289
    This Year : 310807
    Total Users : 2296683
    Views Today : 23282
    Total views : 38142906
    Who's Online : 36