( عيد الفطر في (شمران) للكاتب/ مصلح احمد ال صقران الشمراني

عيد الفطر المبارك ، مناسبة تحل على الأمة الاسلامية بعد انقضاء شهر رمضان المبارك وطقوسه بشكل عام متشابهة الى حد كبير
في جميع أقطار العالم الاسلامي.
الا ان هناك خصوصية تتميز بها بعض الدول عن بعضها البعض مع اختلاف بسيط في طقوس الفرح والاجتماع

-كذلك داخل المملكة العربية السعودية تكاد عادات وتقاليد جميع اطياف الشعب السعودي من قبائل وعوائل تكون متتطابقة
وتعكس مشاعر وفرح السعوديين بهذة المناسبة وسعادتهم باتمام صيام وقيام رمضان ولكن وسع مساحة الدولة السعودية وتمدد حدودها الى اقاليم متباعدة مع تنوع جغرافية هذة الاقاليم فرضت ان يكون هناك تنوع وخصوصية في جميع اشكال ممارسات الحياة
تميز كل اقليم بلمسة ولون خاص به ومن ضمنها طقوس استقبال مناسبة عيد الفطر.
وفي قبيلتي (شمران) كما هو حال اغلب قبائل تهامة والحجاز والمنطقة الجنوبية تميز العيد
باجتماع جميع افراد القرية الواحدة شيوخهم وشبابهم وحتى الاطفال، الفقير والغني، في ملقى بعد صلاة العيد للمعايدة على بعضهم
البعض وتناول وجبة الافطار سوياً على سفرة واحدة عامرة بالاطباق الشعبية والتي تتميز بها المنطقة مثل العريكة والعيش والقرصان
وخبزة الدخن بالحليب، فطور بدون تحديد او الزام ولكن كل عائلة تجود بما تستطيع في جو تسوده المودة والفرح وبشكل عفوي بدون تكلف.
ومن أجمل العادات في عيد الفطر هو تحديد مكان الملقى فقد يتم الملقى في مكان مخصص دائم يجتمعون فيه سنوياً او يتم
الاتفاق على تحديد مكان الملقى لدى احدى بيوت القرية ممن فقدوا احد افراد الاسرة بوفاة
او ماشابه ذلك لادخال الفرحة والسرور عليهم يوم العيد وتعويضهم عن فقيدهم بوجود
الجميع معهم وحولهم، وهذا يعتبر لفتة انسانية تدل على رقي وتراحم هذا المجتمع الصغير ،،
بعد انتهاء وجبة الافطار ينفض الملقى ويتوجه كل شخص الى بيته لاستقبال المعايدين من الاقارب والاصدقاء من خارج القرية او يقوم
هو بالذهاب لاداء واجب المعايدة لبعض اقاربه من كبار السن والارحام داخل وخارج قريته ،
في المساء غالباً ما يكون هناك احتفال يقوم به افراد القرية او يجتمعون مع بعض افراد
القبيلة من القرى المجاورة لاداء العرضة الجنوبية يصدح فيها شعار القبيلة بقصايد تعبر عن فرحة العيد وفخرهم بقبيلتهم
وبدولتهم الدولة السعودية على دق الطبل والزير ،،
هذة الطقوس الجميلة في عيد الفطر هي من العادات و التقاليد النادرة والتي بقيت صامدة
امام التطور والتغير الذي لحق بكثير من وجوه الحياة في منطقتنا وفي دولتنا ، واستطاع الاهالي وحتى الجيل الجديد منهم الاحتفاظ بها والمحافظة عليها ليبقى شيء من عبق الماضي وروح القبيلة الأصيلة.

بقلم الكاتب/ مصلح احمد ال صقران الشمراني
محافظة جدة