ـ مزون الشمراني
قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا
هذا ما قاله الشاعر أحمد شوقي في تبجيل المعلم، فقد علم الشاعر المكانة الرفيعة التي وصل لها المعلم حيث شبه رسالته برسالة الرسل التي أتت رحمة للبشرية جمعاء.
ولعظم الأمانة التي على عاتق المعلم، وهي تأدية رسالة واجب توريث العلم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ( إنما العلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يرثوا دينارا، ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
عن المعلم ماذا عساي أن أقول؟ وكيف لحقه أن أوفي؟
إنَّ المُربِّي فِي الفِرْدوْسِ جنته / إن أحْسَنَ الفعلَ والإخلاصَ واقتربا
لا لنْ تفيكَ مِنَ الدُّنيا رَوَاتِبٌهَا / مَهمَا جنيْتَ ولوُ أٌعْطيتهَا ذَهَبَا
فالمعلم هو البنّاء الذي يضع حجر الأساس في شخصية الفرد، ويصقل بناءه . هو مهندس، يبني ويقيم. يعيش وسط الظلام فيحوله إلى نور. هو رائد مكتشف، يضع أقدامه على أرض لم يطأها قبله إنسان، يرتاد الأفاق الفكرية التي لم يرتادها البشر.
هو النبراس المضيء والركن الأساس في كل مجتمعٍ يسعى للرفعةِ والنهضة. فلا نكاد نفصل المعلم عن النهضة ومواكبة العصر. إذ يلعب المعلم دوراً هاماً وحساساً في تنشئة الأجيال وصناعة المبدعين وصقل المتميزين . المعلم هو من يأخذ بيد الأجيال نحو دروب العظماء. فلا أسمى من مهنة التدريس، فهنيئاً لك أيها المعلم وهنيئاً لكِ أيتها الأجيال. شدوا على أيدي بعضكم لبعض وعانقوا السماء.
وقد لاقى دور المعلم إهتماماً كبيراً في التاريخ القديم ليس وقتنا الحاضر فحسب. فقد كان المعلمون والعلماء يحظون بمكانة عظيمة عند السلاطين والملوك وخاصّة خلال فترة الحكم العثماني للدولة الإسلامية، حيث كان الملك يستشيرهم في أمور الدولة، والحرب، ونقاط النهوض بالأمة. واستمرت مكانة المعلم في علو.
فشكراً لك أيها المعلم إن كانت شكراً توفيك حقك.. وتبقى الحروف عاجزة حيارى أمام مقام شخصك العظيم.
ماشاء الله طرح جميل عن المعلم لافض فوك..