رئيس التحرير : علي بن صالح الشمراني
صحيفة شمران الإخبارية

بقلم الكاتب/ محمد الهاجري

الحوار الراقي مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية

51
+ = -

بقلم الكاتب/ محمد الهاجر

‏أكد الكاتب السعودي محمد الهاجري أن الحوار الراقي ليس ترفاً اجتماعياً، بل هو مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية تعكس رقيّ المتحدث ووعيه، مشيراً إلى أن الكلمة الطيبة تمثل جوهر العلاقات الإنسانية المتوازنة وأساس بناء جسور التواصل بين الأفراد والمجتمعات.

‏وأوضح الهاجري، في مقاله المنشور بصحيفة اليوم بعنوان «كيف نتحدث مع الآخرين»، أن مفهوم التواصل الإنساني الراقي يقوم على الكلمة الهادفة وأثرها في صياغة العلاقات وتعزيز الاحترام المتبادل بين الناس، مؤكداً أن “الحديث مع الآخرين ليس ترفاً اجتماعياً، بل مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية نبيلة.”

‏وأضاف أن التحولات الرقمية التي يشهدها العالم المعاصر غيّرت من أنماط التواصل الإنساني، حيث تراجع دور الصوت ولغة الجسد، وأصبحت الكلمة المكتوبة الوسيلة الأبرز والأكثر تأثيراً في فضاءات العالم الافتراضي، مما يفرض علينا تجويد اختيار الكلمات وصياغتها بعناية لأنها أصبحت تعبر عن شخصية الإنسان ووعيه وثقافته.

‏وأشار الكاتب إلى أن فن الحديث الراقي يقوم على احترام المتحدث والمستمع معاً، وأن الحوار يجب أن يكون وسيلة لبناء الجسور لا لإشعال الخلافات، لافتاً إلى أن الحوار المتزن يعكس حضارة الشعوب ويعزز روابطها الإنسانية والاجتماعية.

‏وبيّن أن الحديث الراقي يجسد نُبل المتحدث واحترامه للآخرين، داعياً إلى تجنّب الأسلوب المتعالي أو الساخر والكلمات الجارحة أو التصنيفات المسبقة، مؤكداً أن الحوار الإيجابي يفتح القلوب ويعزز الثقة ويقوي جسور التفاهم بين الناس.

‏كما شدد الهاجري على أن اللباقة والاحترام والصدق هي مفاتيح التواصل الإنساني الحقيقي، وأن الحوار البناء يجب أن يُبنى على حسن النية والاستماع الجيد وتجنّب إصدار الأحكام المسبقة، مضيفاً: “عندما نتحدث مع الآخرين، نحن لا ننقل فقط كلمات، بل نعكس مستوى وعينا وثقافتنا وأخلاقنا.”

‏وتناول الهاجري في مقاله أهمية الذكاء العاطفي في فن الحديث، مبيناً أن إدراك مشاعر الآخرين وفهم حالتهم النفسية يشكل جانباً أساسياً من نجاح أي عملية تواصل، مؤكداً أنه “ليس من اللائق أن نتحدث بفكاهة أمام شخص يعاني من ضيق أو حزن، فلكل مقام مقال ولكل حالة إنسانية أسلوبها الخاص.”

‏وأشار إلى أن اختيار التوقيت المناسب واللغة الملائمة من صفات المتحدث الواعي، مبيناً أن اللباقة لا تُقاس بطول الحديث، بل بما يتركه من أثر طيب في نفوس الناس، حتى في حالات الاختلاف في الرأي.

‏وختم الكاتب مقاله برسالة إنسانية عميقة دعا فيها إلى أن يكون الحديث مع الآخرين نابعاً من النية الطيبة والإحساس بالمسؤولية الإنسانية، مؤكداً أن الكلمة يمكن أن تبني أو تهدم، وأن اختيار الكلمة الطيبة سلوك حضاري يجسد القيم الإسلامية في حسن الخلق والتواصل الراقي.

‏واختتم بقوله:

‏«من أكرم الناس بحديثه، كسب قلوبهم قبل عقولهم».
‏الحديث الراقي مع الآخرين ليس رفاهية، بل مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية نبيلة.

الوسم


أترك تعليق

Blue Captcha Image
Refresh

*

تابعنا على تويتر
مواليد شمران المزيد

وليد يضيء منزل المهندس/ محمد عائض محمد آل غرم الله الشمراني

الزيارات :
رزق المهندس/ محمد عائض محمد الشمراني ( شمران ال حارثيه _ بمولود اتفق مع حرمه على تسميته ( وليد ) اسرة صحيفة شمران ...

عناد يضيء منزل ظافر بن جمعان بن علي ال رزحا

الزيارات :
رزق الاستاذ ظافر بن جمعان بن علي ال رزحا الشمراني(شمران الفزع تبالة) بمولود اختار اسماً يليق بالهيبة والأعتزاز ...

فايز يضيء منزل ال زنعاف

الزيارات :
رزق الاستاذ احمد سعد زنعاف الفزعي الشمراني بمولود اطلق عليه اسم فايز لينضم الى اشقائه صحيفة شمران الاخباريةةتبارك ...

عبدالله يضيء منزل الدكتور /خلف بن عبدالله ال خليفة الشمراني

الزيارات :
عبدالله يضيء منزل الدكتور/ خلف بن عبدالله آل خليفة الشمراني رزق الدكتور/ خلف بن عبدالله بن خلف آل خليفة الشمراني ( ...

غيم تمطر بالفرح بمنزل الأستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني

الزيارات :
مع هطول الامطار وتباشير الفرح فقد رزق الاستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني بمولودته التي احب ان يطلق عليها اسم ...
انفوجرافيك المزيد
  • الزوار

    2676476
    Users Today : 3300
    This Month : 37113
    This Year : 690600
    Total Users : 2676476
    Views Today : 25409
    Total views : 42309677
    Who's Online : 43