راعي الأوله مصطلح قديم من طبائع العرب ويقصد به صاحب المعروف الأول وقالوا فيه راعي الأوله ما ينلحق ذلك أنك لا يمكن أن ترد لراعي الأوله معروفه حتى لو حاولت والسبب في ذلك أن صاحب الأوله عمل معك معروفه وأنت محتاج فأغاثك وسد لهفتك وقضى حاجتك وربما فعل هذا وهو في ضائقة فآثرك على نفسه أما أنت فإنك ترد معروفه من باب رد الجميل .
جانب آخر في موضوع راعي الأوله وهو مهم جدا ويغفل عنه الكثيرون للأسف وهو الجانب الاجتماعي فراعي الأوله قد حفظ ماء وجهك ربما من موقف محرج أمام الناس فكيف يمكن أن ترد مثل هذا الأمر لرجل أغاثك وأنت لا ملجأ لك فقيض الله لك من انقذك من هذه الورطة من حيث لا تحتسب.
قال الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس
ومن عظمة ديننا الحنيف أنه شجع على هذا السلوك الذي ساد من قبل الإسلام وأسماها السنة الحسنة حتى يشجعنا أن نكون جميعا من أصحاب الأوله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء. وهذا دليل ديني بأن راعي الأوله ما ينلحق فهل تستطيع اللحاق برجل تأتيه الحسنات من كل شخص يعمل هذا العمل سواء قصد ذلك أو لم يقصد؟
فلنتسابق جميعا أن نكون رعاة الأوله في كل وقت على مختلف المستويات عائليا وعشائريا ووطنياً فلنكن القدوة الحسنة لمن لحق بنا هذا والله من وراء القصد
بقلم الكاتبة/ فاطمة القرني
صاحبة متحف محافظة العرضيات/ العرضية الجنوبية
اشكرك من قلبي 💕.