تنتشر في الشريط التهامي الغربي الذي تحاذيه السراة شمال عسير شرقا عدد من القرى المنسية المكتظة بالمنازل وكذلك الهجر التي يتحدد موقعها في ما يسمى محليا بالأصدار ، هذه الأماكن الهادئة تماما الا من بعض صيحات الاطفال المحرومين والمنسيين ، والتي تفتقر قراهم لأبسط الخدمات ، وتحديدا يفتقر صغارها وشبابها لأقل أدوات الترفيه والترويح ، فلا ملاعب ولا حدائق ولا ملاه ، وما يعزيهم هي بعض النسمات المتماوجة عبر الاودية الدافئة والتي تؤملهم بأن الحظ السيء سيتغير يوما ما .

وفي انحاء منحدراتهم واوديتهم الحزينة دعتهم الحيوانات السائبة الى الخروج من عزلتهم والتعبير عن نشاطهم الحركي والعبث بركوب هذه الحيوانات وامتطائها لعل عبثهم هذا يسرق شيئا من لحظات الضحك والترويح البرئ.

وفي صور تبعث على السؤال عن المسئول عن حرمانهم من حقوقهم في اللعب الفاعل والترويح الصحيح فإن الأجوبة تتفاوت وتعدد بتعدد زوايا الرؤية لهذا الأمر.

الباحث الإجتماعي الدكتور عبدالله محمد بين ان ظروف آباء وأسر هولاء الأبناء الصغار الاقتصادية ضعيفة جدا، فهم لا يتمكنون من السفر بابنائهم او الانتقال السياحي بأسرهم لترفيههم او اركابهم في الملاه الكهربائية والمدن الترويحية فلا يجدون امامهم من المتاح الا هذه الحيوانات السائبة التي كانت في الزمن الجميل تمثل وسائلا اساسية في التنقل من مكان لآخر وتحمل الاثقال من الحطب والماء وتقوم بالحصاد وغيرها ، فهم يستمتعون بركوبها ومزاولة هذا الاسلوب ينفس عنهم ويفرغ طاقاتهم الحركية والنفسية .

عضو المجلس البلدي السابق في محافظة غامد الزناد على الغامدي  بين ان غالب هذه القرى بعيدة عن مركز الخدمات البلدية ، ولا تزال هذه الأصدار في طور التأسيس والنمو ،وتضاريسها ذات طبيعة صعبه وجبلية ولكن وفق خطط البلديات فسيصلها التطور وستأخذ نصيبها التنموي بالتدريج ، وسيخصص لها مشاريعها وفق الاولوية والأهمية .

المرشد الطلابي محمد حامد يوضح ان من يرى سلوكيات هؤلاء الصغار للوهلة الاولى يصنفها بالخاطئة ويصفها بأنها سلوك عبثي غير منضبط ، ولكن من يحاور هؤلاء الصغار الذين يمارسون هذه السلوكيات الخاطئة يتبين له انعدام أماكن الترفية وقلة وسائل الترويح وعدم وجود الأماكن المخصصة من ملاعب او حدائق او متنزهات او ملاه وهم يمارسون ذلك بدافع طاقاتهم التي تحركهم دون ايذا لاحد وهي انشطة من مناشط الاجداد لاتتلاءم مع هذا الزمن .

ويستمر السؤال متى ستتوفر اماكن الترفيه لهولاء الصغار في اصدار تهامه .